متى يبدأ الرضيع بشرب الماء – يعد موضوع إعطاء الماء للرضيع من الأمور التي تثير الكثير من التساؤلات والقلق بين الأمهات والآباء الجدد. ففي ظل الاهتمام المتزايد بصحة الطفل ونموه السليم، يسعى الأهل إلى التأكد من أنهم يقدمون كل ما يحتاجه صغيرهم بطريقة صحيحة وآمنة. يُعتبر الماء من أساسيات الحياة التي لا غنى عنها، ولكن متى يمكن للرضيع أن يشرب الماء؟ وهل يحتاج إليه حقًا خلال الأشهر الأولى من حياته؟

من المعروف أن الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي يوفران للرضيع جميع العناصر الغذائية والسوائل الضرورية التي يحتاجها خلال الأشهر الأولى. ولكن مع تقدم الطفل في العمر وبدء تقديم الأطعمة الصلبة، يتغير احتياجه للسوائل الأخرى. في هذا المقال، سنتناول جميع الجوانب المتعلقة بإعطاء الماء للرضيع، بما في ذلك العمر المناسب للبدء في إعطائه الماء، والفوائد المحتملة لذلك، والإرشادات المهمة لتقديم الماء بطريقة آمنة وصحية.

سنستعرض أيضًا نصائح الأطباء والمختصين حول هذا الموضوع، متى يبدأ الرضيع بشرب الماء وسنجيب على الأسئلة الشائعة التي قد تراود الأمهات والآباء بشأن تقديم الماء لأطفالهم.

متى يبدأ الرضيع بشرب الماء؟

توصي منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم إعطاء الماء للرضيع قبل سن الستة أشهر. خلال هذه الفترة، يحصل الرضيع على جميع احتياجاته من السوائل عبر الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي. تقديم الماء في هذه الفترة قد يسبب مشاكل صحية مثل:

  • خلل في التوازن الغذائي: قد يؤدي إعطاء الماء إلى تقليل كمية الحليب التي يستهلكها الرضيع، مما يقلل من العناصر الغذائية الضرورية لنموه.
  • خطر التسمم بالماء: قد يتعرض الرضيع لخطر التسمم بالماء، وهو حالة نادرة ولكنها خطيرة تحدث عندما يؤدي تناول كمية كبيرة من الماء إلى انخفاض تركيز الصوديوم في الدم.

كيفية تقديم الماء للرضيع بعد ستة أشهر

عند بلوغ الرضيع سن الستة أشهر، يمكن البدء في تقديم كميات صغيرة من الماء، وذلك تزامنًا مع إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظامه الغذائي. يعتبر هذا التحول خطوة مهمة في نمو الطفل، ولكن يجب تنفيذها بعناية لضمان سلامته وصحته. فيما يلي بعض النصائح والإرشادات المهمة حول كيفية تقديم الماء للرضيع بعد بلوغه ستة أشهر:

1. البدء بكمية صغيرة

  • البداية تدريجية: يمكن البدء بملعقة صغيرة أو اثنتين من الماء يوميًا. مع مرور الوقت، يمكن زيادة الكمية تدريجيًا حسب حاجة الطفل واستجابته.
  • مراقبة الاستجابة: راقب رد فعل الطفل تجاه الماء. إذا لاحظت أي علامات على عدم الراحة أو الرفض، قم بتقليل الكمية وحاول مجددًا في وقت لاحق.

2. استخدام كوب مخصص للأطفال

  • الكوب بدلاً من الزجاجة: يفضل استخدام كوب مخصص للأطفال (مثل كوب التدريب أو كوب الشرب ذو الغطاء) بدلاً من الزجاجة. يساعد هذا في تشجيع الطفل على تعلم كيفية الشرب من الكوب، وهو مهارة مهمة يجب أن يكتسبها.
  • التحكم بالتدفق: اختر كوبًا بطيء التدفق ليسهل على الطفل التحكم في كمية الماء التي يشربها، مما يقلل من خطر الاختناق.

3. تجنب الماء المحلى أو المنكه

  • الماء النقي فقط: يجب تقديم الماء النقي فقط دون أي إضافات. تجنب إعطاء الطفل الماء المحلى أو المنكه، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية مثل تسوس الأسنان وزيادة الوزن.
  • التحقق من نوعية الماء: تأكد من أن الماء المستخدم نظيف وآمن للشرب. إذا كنت تستخدم ماء الصنبور، فقد يكون من الجيد غليه وتبريده قبل تقديمه للطفل، خاصة إذا كان هناك شكوك حول نقاء الماء.

4. توقيت تقديم الماء

  • بين الوجبات: يفضل تقديم الماء بين الوجبات الغذائية الرئيسية وليس أثناءها، لتجنب تقليل شهية الطفل لتناول الأطعمة الصلبة.
  • في الأوقات الحارة: في الطقس الحار، قد يحتاج الطفل إلى مزيد من الماء للحفاظ على ترطيب جسمه. يمكنك زيادة كمية الماء قليلاً في هذه الأوقات.

5. متابعة كمية الماء

  • لا تبالغ في الكمية: بالرغم من أهمية الماء، إلا أنه لا يجب أن يشرب الطفل كمية كبيرة منه حتى لا يؤثر على تناوله للحليب والأطعمة الصلبة.
  • توازن السوائل: استمر في تقديم الحليب (الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي) كمصدر رئيسي للتغذية حتى يبلغ الطفل سن السنة، مع تقديم الماء بشكل معتدل.

6. الاستماع إلى إشارات الطفل

  • احترام رغبات الطفل: إذا كان الطفل لا يرغب في شرب الماء في وقت معين، لا تجبره على ذلك. حاول تقديم الماء في وقت لاحق عندما يكون أكثر تقبلاً.
  • تشجيع الطفل: اجعل تقديم الماء جزءًا ممتعًا من روتين الطفل اليومي. يمكنك استخدام أكواب ملونة أو ذات أشكال محببة لجعل التجربة أكثر متعة.

تقديم الماء للرضيع بعد بلوغه ستة أشهر يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو تعزيز صحته ونموه. من خلال اتباع الإرشادات والنصائح المذكورة، يمكن للأهل تقديم الماء بطريقة آمنة وصحية تساعد الطفل على التكيف مع هذا التغيير الجديد في نظامه الغذائي. تذكر دائمًا أن كل طفل يختلف عن الآخر، لذا استمع إلى احتياجات طفلك واستشر الطبيب عند الحاجة.

المنظمة العالمية للصحة